اعتدنا في مجلة التربية الاجتماعية أن نسلط الضوء على الشخصيات اللامعة التي تركت بصمة مؤثرة في مجال التربية الاجتماعية. وحوارنا اليوم مع شخصية لها رحلة طويلة حافلة بالنجاحات والعطاء، اسم ارتبط بالجد والاجتهاد والإبداع. نرحب بكم ومعنا اليوم:
الاسم: منى متولي محمود عبد العزيز
الوظيفة: إخصائي اجتماعي خبير
المدرسة: الشرقاوية الابتدائية المشتركة
الإدارة: غرب شبرا الخيمة التعليمية
المحافظة: القليوبية
■ بداية المشوار
س: هل من الممكن أن تعرفينا بنفسك أكثر، وكيف كانت بدايتك مع الوظيفة؟
ج: أنا متزوجة ولدي ثلاثة أبناء (بنت وولدان). كانت بدايتي مع الوظيفة في 14/12/1994، وكان أول تعييني بتوجيه التربية الاجتماعية بإدارة شرق شبرا الخيمة التعليمية. لي الشرف أن تكون تلمذتي الأولى على يد أستاذي الفاضل منصور الحسيني، الموجه الأول للتربية الاجتماعية آنذاك، كما تأثرت كثيرًا بالأستاذة سكينة، رئيس قسم الاتحادات وقتها، حيث زرعت في نفسي حب العمل في مجال الاتحادات.
قضيت عشرة شهور مليئة بالتجارب الثرية هناك، ثم انتقلت لمدرسة الشرقاوية الابتدائية المشتركة بإدارة غرب شبرا الخيمة، وما زلت أعمل بها حتى اليوم، وأعتبرها بيتي الثاني.
■ أثر الوظيفة
س: هل أثرت وظيفتك فيك؟ وكيف كان تأثيرها؟
ج: نعم، أثرت كثيرًا في شخصيتي، فأنا مسؤولة عن الاتحادات الطلابية منذ بداياتي. أشعر بسعادة غامرة عندما أساهم في بناء قيادات واعية قوية الشخصية وإيجابية التأثير. فخري الأكبر هو رؤية أبنائي الطلاب الذين تتلمذوا على يدي وقد تقلدوا مناصب مرموقة. هذا النجاح يزيدني إصرارًا على أداء رسالتي بكل حب وإخلاص.
■ المسابقات والإنجازات
س: ما أبرز المسابقات التي شاركتِ فيها؟
ج: شاركت في العديد من المسابقات وحصدت مراكز متقدمة، ومنها:
مسابقة دوري المكاتب التنفيذية – مركز أول إدارة، ومركز ثانٍ محافظة لسنوات عديدة.
مسابقة التلميذ المثالي – مركز أول إدارة للتلميذ والتلميذة، وثاني محافظة لعامين متتاليين.
إخصائي مثالي اتحادات – المركز الأول لسنوات عديدة على مستوى الإدارة، والمركز الثاني على مستوى المحافظة.
كما حصلت على مراكز متقدمة في مسابقة البرلمان المدرسي.
■ أثر المشاركة في المسابقات
س: ما الإضافة التي حققتها لك هذه المشاركات؟
ج: أضافت لي خبرات ومهارات جديدة، وألهمتني بأفكار مبتكرة جعلتني أكثر إبداعًا في مجال الاتحادات الطلابية. تعلمت أن النجاح هو الإتقان، والضمير، وحب العمل. وأحب أن أذكر مقولة أثرت فيَّ كثيرًا: "أحب ما تعمل حتى تعمل ما تحب."
■ الاستعداد والتجهيز
س: كيف كنتِ تستعدين للمسابقات؟
ج: كنت أبدأ بدراسة عناصر المسابقة جيدًا، ثم أضع خطة تنفيذية وبرامج عملية، مع إعداد المبادرات التي تخدم الموضوع المحوري للاتحادات. كما كنت أركز على الجانب التوثيقي من موافقات وتقارير، بجانب تنفيذ برامج داعمة مثل الندوات، والرحلات الافتراضية، والبرامج الإذاعية، والزيارات البيئية. كل ذلك كان يتم تحت إشرافي وبمشاركة فاعلة من أعضاء الاتحادات الطلابية.
■ الدعم والمؤازرة
س: من كان الداعم الأكبر لك؟
ج: داخل العمل، لا أنسى فضل موجهي التربية الاجتماعية، وعلى رأسهم الأستاذة فاطمة الحلواني –رحمها الله– والأستاذة مايسة، والأستاذة سلوى خربوش، والأستاذة هناء منصور، والأستاذ سعيد المرزوقي، والأستاذ سعيد الشربيني، والأستاذ محمد مرسي، والأستاذ محمد المصري. كما أخص بالشكر صديقة عمري ورفيقة دربي الأستاذة سعده عبد الرازق. أما خارج العمل، فكان أكبر دعمي من أمي وإخوتي وأولادي.
■ التحديات والصعوبات
س: ما العقبات التي واجهتك وكيف تخطيتها؟
ج: بالطبع واجهت عقبات كثيرة، مثل محدودية الإمكانيات وبعض الشخصيات الجامدة فكريًا، لكن بالصبر والإصرار والمثابرة، استطعت أن أحول التحديات إلى فرص نجاح.
■ الطموحات والأهداف
س: ما أهدافك المستقبلية؟ وهل أثّر عملك في أحلامك؟
ج: أحلامي أن أنشر الحب والتسامح والتعاون بين الناس، وأن أبني قيادات طلابية واعية مخلصة لوطنها. عملي بالفعل ساعدني على تحقيق جزء كبير من هذا الحلم، كما علمني كيف أحول السلبيات إلى إيجابيات.
■ رسالة للجيل الجديد
س: ما رسالتك لمن يقرأ تجربتك ويرغب في خوضها؟
ج: رسالتي باختصار: "حب الله يوفقك الله." اعمل بإخلاص، لا تجعل العقبات توقفك، بل اجعلها دافعًا للاستمرار. ضع هدفك واسعَ لتحقيقه بكل قوة وإصرار.
■ كلمة أخيرة
س: ما رأيك في هذا الحوار، وما النصيحة التي تودين أن تتركيها؟
ج: الحوار ممتع وهادف، وأسئلته ثرية. ونصيحتي: "كن أنت لتصل إلى ما تتمنى، فلكل مجتهد نصيب." اجتهد وتيقن أن الله لا يضيع تعب أحد. وأتوجه بالشكر إلى أستاذتي وصديقتي الغالية الأستاذة هناء منصور، وأتمنى لها دوام التوفيق والتألق.
ختامًا
كان هذا حوارنا مع الإخصائية الاجتماعية الخبيرة منى متولي محمود، التي جسدت نموذجًا مشرفًا للعطاء والإخلاص في العمل التربوي والاجتماعي، وسجلت نجاحات متواصلة في بناء أجيال قادرة على القيادة والإبداع.