تخطي للذهاب إلى المحتوى

انتصار عطية عبد الغفار — قصة نجاح في ميادين التربية الاجتماعية

من قاعات الأنشطة إلى منصات التتويج.. رحلة إخصائية اجتماعية صنعت جيلًا قياديًا
11 سبتمبر 2025 بواسطة
انتصار عطية عبد الغفار — قصة نجاح في ميادين التربية الاجتماعية
محمود ابراهيم

اعتادت مجلة التربية الاجتماعية للمتميزين أن تروي تجارب من صنعت الفرق في المدارس والأنشطة الطلابية. هذه قصة انتصار عطية عبد الغفار؛ إخصائية اجتماعية جعلت من العمل المدرسي مسرحًا للعطاء، ومن كل تحدٍ فرصة للابتكار وبناء شخصية قيادية لدى الطالبات.

البداية: من أورمان إلى بيجام.. مدرسة تحوَّلت إلى بيت

بدأت انتصار مسيرتها المهنية في مدرسة الأورمان الفندقية، حيث تولّت مسؤولية الأنشطة بكل تفانٍ وكانت تلك الفترة من أجمل محطات بدايتها. تجربه الغنى تلك قادتها لاحقًا للعمل في المسرح بمدرسة السلام الإعدادية، ثم إلى السيدة خديجة الثانوية بنات، وصولًا إلى بيجام الثانوية بنات التي أصبحت بالنسبة لها «البيت» و«الميدان» الكامل للعمل التربوي.

محطات النجاح والإنجازات

على مدار سنوات عملها جمعت انتصار عدداً من المراكز والجوائز التي تعكس جدارتها ومجهودها المنظم، من أبرزها:

  • مراكز متقدمة في دوري المكاتب التنفيذية (مراكز على مستوى المحافظة والقطاع، ومركز رابع على مستوى الجمهورية).

  • حصولها على مرتبة متقدمة في مسابقة الإخصائي المثالي على مستوى الجمهورية.

  • تصعيد طالبة (نورهان لطفي) إلى المرحلة الجمهورية في مسابقة الطالبة المثالية.

  • فوز قيادة البرلمان المدرسي على مستوى المحافظة خلال إشرافها (2014–2019).

  • إنجازات بارزة عام 2025، منها: المركز الأول على مستوى المحافظة والقطاع في بعض المسابقات، والمركز الثاني على مستوى الجمهورية في دوري المكاتب التنفيذية، ومراكز أولى في مسابقات الطالبة المثالية والإخصائي المثالي والملتقى الفكري.

كيف تُحضِّر للنجاح؟ استراتيجية عملية ومبادرات فاعلة

نهج انتصار في الاستعداد للمنافسات يعتمد على تحويل المبادرة الطلابية إلى مشروع متكامل: دراسات موضوعية، ندوات ومحاضرات، رحلات افتراضية، معسكرات تدريبية، برامج إذاعية، مناظرات، وتوظيف تكنولوجيا بسيطة لرفع فاعلية التنفيذ. كل نشاط يوثَّق إدارياً ومنهجياً ليظهر بصورة احترافية تعكس جهد الطلاب وإشرافها.

الدعم والركائز البشرية

لم تنجح انتصار بمفردها؛ بل لقيت دعمًا إداريًا وزماليًا مؤثرًا من قيادة الإدارة وزميلاتها في الميدان. أسماء قيادية وإدارية كانت سندًا لها، كما شكل دعم أبنائها دفعة معنوية قوية، إذ كانوا يرون فيها قدوة ناجحة ولم تتوانَ عن شكر الجميع على وقوفهم بجانبها.

الأثر والتميز الإنساني

أكبر جوائز انتصار ليست المراكز أو الجوائز، بل أثرها في الطالبات: رسائل امتنان، صور وذكريات تُظهر كيف غيّرت المعاملة الطيبة والتوجيه السليم مسارات بعضهن. ترى في ذلك جزاءً روحياً يجعلها ترجو لقاء ربها وهي راضية عن أداء رسالتها.

التحديات: موارد محدودة.. وإبداع غير محدود

واجهت انتصار صعوبات، أهمها محدودية الإمكانيات أحيانًا وبعض المواقف السلبية. لكنها تعاملت مع ذلك بحس ابتكاري: تعلُّم من الآخرين، تعديل الفكرة بما يتناسب مع المتاح، وإخراج أعمال قوية بتكاليف منخفضة. التحدي بالنسبة لها كان دافعًا للتطوير لا عائقًا للوقوف.

الرسالة والطموح

هدف انتصار يتجاوز الجوائز: تريد أن تخرج جيلًا قادرًا على التعبير والتخطيط وحل المشكلات، جيلًا يحمل قيم القيادة والتعاون والوطنية. نصيحتها لمن يختار هذا المسار: اعمل بإخلاص، حسّن أداءك، وراعِ الله في عملك — فالمفتاح الحقيقي للنجاح هو الضمير وحب العمل.

اقتباس من الانتظار: «أهم ما في العمل أن تخرج منه إنسانًا أفضل وتترك أثرًا طيّبًا في نفوس الآخرين.»