تخطي للذهاب إلى المحتوى

منى متولي — قصة نجاح في ميادين التربية الاجتماعية

ثلاثة عقود من العطاء.. كيف صنعت الخبيرة منى متولي مدرسة للحب والقيادة؟
10 سبتمبر 2025 بواسطة
منى متولي  — قصة نجاح في ميادين التربية الاجتماعية
محمود ابراهيم

منى متولي محمود عبد العزيز، إخصائية اجتماعية خبِيرة في المدرسة الشرقاوية الابتدائية المشتركة بإدارة غرب شبرا الخيمة — القليوبية؛ قصةٍ بدأت في 14 ديسمبر 1994، وتحولت على مدار سنوات إلى رحلة عطاء وصناعة قيادات صغيرة تضيء دروب التعليم.

البداية: تلميذة ثم مربية

كانت بدايات منى تلمذة فعلًا؛ أول تعيين لها كان بتوجيه التربية الاجتماعية بإدارة شرق شبرا الخيمة، وهناك تشرفت بأن تكون تلميذة لأستاذها الفاضل منصور الحسيني، الموجه الأول للتربية الاجتماعية آنذاك، وتأثرت أيضاً بالأستاذة سكينة رئيس قسم الاتحادات. عشرةُ أشهرٍ في تلك المحطة كانت كافية لصقل حب العمل الاجتماعي وغرس روح الاتحادات بداخلها، ثم انتقلت فيما بعد إلى المدرسة الشرقاوية الابتدائية المشتركة حيث استقرت وأصبحت المدرسة بيتها الثاني وميدان عطائها المستمر.

رحلة المنجزات: نتاج عمل منهجي وإيمان بالمسؤولية

منذ خطواتها الأولى تولّت منى مهمة الاتحادات الطلابية، وشرعت في بناء برامج ومبادرات تربوية أدت إلى مراكز مشرفة على مستويات الإدارة والمحافظة. مشاركاتها في مسابقات مثل دوري المكاتب التنفيذية والتلميذ المثالي والإخصائي المثالي للاتحادات، فضلاً عن مشاركاتها في البرلمان المدرسي، أثمرت مراكز أولى وإشادات متكررة على مستوى الإدارة والمحافظة، وكانت محطات متكررة من الفخر حين رأت طلابها يتدرجون إلى مواقع قيادية ومناصب تليق بجهدهم.

فلسفة العمل: إتقان، ضمير، ومحبة

تؤمن منى أن النجاح لا يكتمل إلا بالإتقان والنزاهة وحب العمل. هذه الفلسفة جعلتها تعامل كل طالب/طالبة كقضية إنسانية تستحق الرعاية والتوجيه، فكان هدفها ليس الفوز بالمراكز فحسب، بل بناء شخصيات قادرة على التفكير واتخاذ القرار والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية.

التحضير والاستراتيجية: تخطيط ومبادرات

تتميز منى بنهج عملي واضح في التحضير للأنشطة والمسابقات: تبدأ بدراسة عناصر المسابقة، تضع خطة تنفيذية، تُصَمّم مبادرات تخدم المحور العام، ثم تُفعّلها عبر ندوات، رحلات افتراضية، برامج إذاعية، زيارات بيئية، ومواد توثيقية ومذكرات تنظيمية. كل نشاط يُنفذ تحت إشرافها بمشاركة فعّالة من أعضاء الاتحادات الطلابية، ما يعزز الملكية الطلابية ويطوّر مهاراتهم القيادية.

الدعم وبناء الشبكات

لم تكن منى تعمل في عزلة؛ امتلكت شبكة دعم داخلية وخارجية قوية — موجهو التربية الاجتماعية وزملاء من المدارس المختلفة وأهلها وأبناؤها — وكل ذلك شكّل بيئة خصبة لاستمرار العطاء وتحقيق النجاحات.

التحديات وتحويلها إلى فرص

واجهتها تحديات معتادة في ميدان التعليم: محدودية الإمكانات وبعض الجمود الفكري. لكنها تعاملت مع هذه العقبات كحافز للابتكار؛ تعلمت من الآخرين، وطوّرت أفكاراً تناسب الموارد المتاحة، وأخرجت أعمالًا ذات جودة عالية بتكلفة منخفضة. هذا التحوّل من عائق إلى فرصة هو سمة قادة التربية الفعّالين.

الأثر والرسالة

أعظم مكافآت منى ليست الجوائز فحسب، بل الشهادات الحية من الطالبات اللواتي تخرجن وقد حملن أثر التعامل الطيب والتوجيه الصحيح. تصل رسالتها ببساطة: العمل التربوي رسالة سامية تجاه الإنسان، والنجاح الحقيقي هو رؤية أثر هذا العمل في نفوس الأجيال القادمة.

اقتباس بارز: «إتقان العمل والضمير وحب العمل — هكذا تُصنع القادة.»

خاتمة

منى متولي نموذجٌ حيّ للاحتراف التربوي الذي يجمع بين الخبرة الإنسانية والمهارة التنظيمية. من مدرسة تلمذتها إلى مدرسة أصبحت بيتها الثاني، أحبت التعليم فأحباها طلابها، وبذلك تركت بصمة لا تُمحى في ميدان التربية الاجتماعية.